الحلقة: التاسعة والأربعون
بقلم وتصميم: زوزان صالح اليوسفي
المؤتمر الثامن – الجزء الثاني
أخذنا والدي برفقته قبيل إنعقاد المؤتمر التاريخي الثامن للحزب الديمقراطي الكوردستاني، وأستمتعنا بقضاء وقتاً جميلاً بصحبة والدي الذي رتب لنا جدولاً خاصاً يقضيه بصحبتنا قدر الإمكان وليعوضنا على غيابه لعام كامل قبل أتفاقية آذار، توجهنا إلى قرية آزادي حيث كان أحد أعيان عشيرة تلك القرية (شيخ عبدالقادر نقشبندي) بأستقبالنا وأستضافنا في بيته في تلك القرية ذات المناظرخلابة.. ورحب بنا الشيخ عبد القادر وعائلته أشد ترحيب، وجهزوا لنا غرفة خاصة لإقامتنا، كما أستضافوا الأستاذ نجم الدين عوني وزوجته الأستاذة عزة الأستربادي حيث كانوا مدعوين كضيوف لحضور المؤتمر، وكذلك العقيد طه بامرني، وكانوا هؤلاء ضيوف شرف لحضور المؤتمر، أنشغل والدي في البداية بأعمال المؤتمر طوال أسبوع كامل..
تفاصيل عن المؤتمر الثامن..
نظراً لطلب بعض الأصدقاء تفاصيل عن مراحل المؤتمر الثامن والضيوف المشاركين فيها، فقد نقلت بعض المقتطفات الحية وبأختصار عن جريدة التآخي اليومية حينها..
في يوم الأول من المؤتمر الأربعاء 1/7/1970 (476) كتبت جريد التأخي بالبند العريض (المؤتمر الثامن للحزب الديمقراطي الكوردستاني يفتتح صباح اليوم) كما جاء في أفتتاحيتها (دور مؤتمر حزبنا الثامن في تعزيز السلم والأخوة والوحدة الوطنية).
في يوم الثاني من المؤتمر الخميس 2/7/ 1970 (العدد 477) جاء في جريدة التآخي بالبند العريض ( حزبنا الديمقراطي الكردستاني يفتحح مؤتمره الثامن برعاية الرئيس أحمد حسن البكر) (البارزاني يلقي كلمة الأفتتاح نيابة عن السيد الرئيس)، كما جاء فيه كلمة رئيس وفد حزب البعث العربي الأشتراكي في المؤتمر، ثم (الحزب الشيوعي السوفيتي يحي مؤتمر الحزب الديمقراطي الكردستاني – اللجنة المركزية للحزب الشيوعي للأتحاد السوفيتي)) ثم أفتتاحية الجريدة (حفل أفتتاح مؤتمر الحزب تعبير عن تلاحم القوى الوطنية في العراق)، يوم ثالث كانت يوم جمعة لم يذكر شيء..
في اليوم الرابع السبت 4/7/1970 العدد (478) جاء بالبند العريض (المؤتمر ينتخب غداً القيادة الجديدة للحزب ويصدر بيانه الختامي) و( المؤتمر تجسيد حي لألتقاء وجهات النظر بين القوى التقدمية) ثم صور وتفاصيل وقائع الجلسة الأولى لمؤتمر الحزب الثامن) ثم تحيات إلى المؤتمر من حزب العمال الأشتراكي الهنغاري والجبهة الوطنية البلغارية والجبهة الأشتراكية المتحدة في رومانيا) ثم أفتتاحية الجريدة (وقائع مؤتمرنا الثامن جسدت التقاء وجهات النظر التقدمية في العراق) وفي الصفحة الرابعة من هذا العدد 478 كانت (كلمات والخطب والبرقيات التي ألقيت في المؤتمر جاء فيه كلمة الأستاذ كريم أحمد – عن الحزب الشيوعي العراقي (الذي أنتقد النظام(1) وأثارت كلمة الحزب الشيوعي غضباً وإنعكاساً سلبياً من قِبل الحكومة لإنتقادها لسياسة النظام، فأدلت حينها جريدة الثورة من خلال إعلامها عن هذا الغضب..!) وتسبب ذلك في أعتقال عدد من القياديين الشوعيين في بغداد.
وكلمة الأستاذ سلمان العزاوي ممثل الحزب الوطني الديمقراطي، ثم كلمة الأستاذ عبد الإله النصراوي ممثل الحركة الأشتراكية العربية، ثم كلمة الدكتور محمد سلمان ممثل الديمقراطيين المستقلين، ثم كلمة منظمة التحرير الفلسطينية للدكتور عصام سخنيني رئيس منظمة التحرير الفلسطينية في العراق، برقية من السيد فالتر أولبريشت رئيس ألمانيا الديمقراطية وزعيم حزب العمال الموحد، كلمة الحزب الديمقراطي الكوردستاني في سوريا للأستاذ صلاح عز الدين، ثم في الصفحة الخامسة كلمة منظمة الحزب في لبنان، ثم كلمة أتحاد معلمي كردستان العراق ألقاها هادي خدر، وكلمة أتحاد طلبة كردستان العراق ألقاها الطالب الجامعي عبد القادر محمد أمين، وكلمة أتحاد شبيبة كردستان العراق ألقاها أحمد النقيب ، وكلمة جمعية الطلبة في أوربا ألقاها سردار آرارات، كلمة الشبيبة الديمقراطية الكردية في سوريا ولبنان ألقاها الأستاذ جميل محو، كلمة طلبة الأكراد في الولايات المتحدة ألقها شفيق القزاز.
في اليوم الخامس الأحد 5/7/1970من المؤتمر جاء بالبند العريض (مؤتمر حزبنا الثامن يواصل جلساته أمس ويختتم أعماله اليوم)، (زيادة عدد أعضاء اللجنة المركزية للحزب من 17 إلى واحد عشرين عضواً)، المؤتمر يمنح الدكتور كاميران بدرخان عضوية الشرف، ثم ألقى كلمة قيمة للدكتور كاميران إننا اليوم نسير على طريق الحرية الذي رسمه لنا شهدائنا بدمائهم الزكية)، المؤتمر يناقش قرارات وتوصيات اللجان النهائية ).
في اليوم السادس الأثنين 6/7/ 1970 جاء في جريدة التآخي العدد (480) بالبند العريض تعديلات على منهاج الحزب الديمقراطي الكردستاني.
في اليوم السابع الثلاثاء 7/7/ 1970 جاء في العدد (481) بالبند العريض( البارزاني رئيساً بالإجماع)، ( التقرير السياسي الخاص بالمؤتمر الوطني الثامن للحزب الديمقراطي الكوردستاني ألقها حبيب محمد كريم السكرتير العام للحزب الديمقراطي الكوردستاني، وتلت الأعداد الأخرى البرقيات والكلمات.
في عدد(487) من جريدة التآخي 14/7/ 1970 جاءت مقالة بالصفحة الأولى (البيان الختامي لمؤتمر حزبنا الثامن).
لقاء وكالة تاس بصالح اليوسفي عن المؤتمر الثامن للحزب..
رغم المحاولات مِن قِبل هؤلاء المجموعة اللذين أشرت لهم عن إبعاد والدي عن القيادة وعن الأنتخابات.. وكانت محاولاتهم تتجلى بصورة واضحة من خلال المؤتمر وذلك من خلال المحاولة مدى الإمكان من تهميش حضوره ومشاركته في المؤتمر خاصة إعلامياً رغم زخم موقعه الإعلامي والسياسي والنضالي، إلا أن بعض المواقف أقوى من كل هذه الدسائس والمحاولات.. حيث تشرفت وكالة تاس السوفيتية بإختيار والدي لإجراء المقابلة معه شخصياً عن المؤتمر الثامن.. ونشرها مفصلاً في إذاعة موسكو حينها.. وقد أدلى والدي بتصريحه هذا:
في 20/7/1970 العدد 490 نشرت التآخي على صفحتها الأولى (الأستاذ صالح اليوسفي يتحدث لوكالة تاس حول نتائج المؤتمر الثامن للحزب – نص الحديث الصحفي الذي نشرته وكالة تاس وإذاعة راديو موسكو باللغة الروسية...) جاء فيه: (( أدلى السيد صالح اليوسفي وزير الدولة وعضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني بحديث صحفي لمراسل تاس علق فيه على نتائج المؤتمر الثامن للحزب، حيث قال أن المؤتمر الذي جاء في أعقاب التوصل إلى حل سلمي وديمقراطي للقضية الكردية في العراق قد مكننا من معرفة وبحث رد فعل الجماهير الكردية تجاه حل القضية، ونتيجة لذلك فأن المؤتمر قرر الخط السياسي الجديد للحزب في الظروف الحالية وكذلك وضع التكتيك والأستراتيجة الجديدة وناقش كل جوانب نشاطات الحزب خلال الفترة الماضية ووضع أسس العمل للمستقبل، وقد توصل المؤتمر إلى نتيجة تدعو إلى ترسيخ الحزب على أساس تحالف العمال والفلاحين والمثقفين الثوريين والكادحين وأن يعمل وفقاً للنظريات العلمية الحديثة وقد أكد المؤتمر على ضرورة الإسراع بتنفيذ كافة بنود البيان وذلك لقطع الطريق أمام الرجعية وعدم فسح المجال أمامها لعرقلة تنفيذ الحل، ويقدر الحزب الديمقراطي الكردستاني جهود حزب البعث والحكومة العراقية لحل القضية، ويعبر عن أمله في أن الخطوات السريعة لتنفيذ البيان ستتخذ في القريب العاجل من أجل مصلحة جموع الشعب العراق.
وأضاف السيد صالح اليوسفي بأنه يجب أن يخلق الجو المناسب من أجل إقامة الجبهة الوطنية الموحدة بحيث تضم كل القوى الوطنية التي تناضل ضد الأمبريالية وتساند نضال الشعوب الأخرى من أجل حريتها وأستقلالها، وبالنسبة للوضع الأقتصادي قال عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني بأن المؤتمر أكد إسناد الحزب لقانون الإصلاح الزراعي ودعا إلى إقامة المشاريع الصناعية في شمال البلاد، وأكد المؤتمر أيضاً على وجوب تعزيز العلاقات الأقتصادية مع البلدان الأشتراكية وعلى رأسها الأتحاد السوفيتي، كما أن المؤتمر أكد على الكفاح العربي – الكردي المشترك لمصلحة تطوير الحقوق القومية للشعب الكردي وتحقيق النجاحات للشعب العرب، وقد شجب المؤتمر التدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى ومنها في كمبوديا والفيتنام ومنطقة الهند الصينية عامة، وقد أشار السيد صالح اليوسفي أيضاً إلى تقدير المؤتمر لمواقف الشعوب السوفيتية لمساند لنضال الشعب الكوردي من أجل تحقيق الحقوق القومية المشروعة، وأضاف بأن برقية التحية الموجهة إلى المؤتمر من قِبل اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفيتي أستقبلت بعاصفة من التصفيق الحار، وفي نهاية الحديث طلب السيد صالح اليوسفي إلى مراسل الوكالة إبلاغ تحيات الشعب الكوردي الحارة للشعب السوفيتي.
المصادر والهوامش:
(1)ألقيت عدة كلمات في المؤتمر من جانب ممثلي كل القوى السياسية المدعوة إليه، ومن بينهم (كريم أحمد) عضو المكتب السياسي وممثلأ عن الحزب الشيوعي العراقي.. وأجمعت كلماته على أنتقاد حزب البعث الحاكم.. فرد حزب البعث على الأنتقادات التي وجهت إليه بحملة صحفية عنيفة لمدى أسبوع من خلال جريدة الثورة في 10 تموز.. (قراءة نقدية في كتاب عزيز سباهي – عقود من تاريخ الحزب الشيوعي العراقي – 33 – جاسم الحلوائي – الحوار المتمدن).