1 قراءة دقيقة
الحلقة الأربعون – الجزء السادس

زوزان صالح اليوسفي

الحلقة الأربعون – الجزء السادس
 بقلم وتصميم: زوزان صالح اليوسفي

 إنشاء جامعة ومجمع علمي كوردي، كانتا هذين الإنجازين من ضمن المادة السادسة من مواد بيان 29 من حزيران/ يونيو 1966 وما طالب به الوفد الكُردي خلال المفاوضات مع حكومة طاهر يحيى في عهد الرئيس عبد الرحمن عارف، ولكن بقيت هذه المادة جامدة ولم تطبق في عهد عارف من ضمن عدد من المواد، وبعد إنقلاب 17 تموز / يوليو 1968 برئاسة أحمد حسن البكر، وبعد إجراء عدة مفاوضات مع القيادة الكوردية وعلى رأسهم المناضل صالح اليوسفي، تحقق هذا المطلب وهذه المادة، وأعلن بيان تنفيذه في 4/ 8/ 1968، فكتب والدي في اليوم الثاني وبالبند العريض وفي مقدمة جريدة التآخي المؤرخة في 5 آب / أغسطس 1968 ما يلي: (أنشاء جامعة في السليمانية ومجمع علمي كوردي)، كما جاء في زواية المسمار بقلم صالح اليوسفي بعنوان: (تأسيس جامعة السليمانية خطوة إيجابية تعكس روح الأخوة والشراكة) جاء فيه:(( أعلن يوم أمس عن تأسيس جامعة السليمانية وعن تأليف مجمع لغوي، وقد لاقى هذا الإجراء الإستحسان والتقدير من لدن الجميع، لِما يحمل في طياته من الأعتراف بإصالة الشعب الكُردي ولغته والعناية بتراثة وإفساح الآفاق الرحبة لتطويره نحو الأفضل. وقد كان موضوع تأسيس جامعة في كوردستان موضوع مطالبة الشعب الكُردي منذ أمد بعيد لِما سيتمخض عن تأسيسها من تخطي التخلف الثقافي لدى القومية الكُردية وحل لمشكلة الخريجيين الأكراد وإشباع طموحهم القومي وتوفير الكثير من الوقت والمال لهم وكذلك عناء الغربة عن ديارهم علاوة على أن تحقيق هذه الرغبة من صميم متطلبات الشراكة والأخوة بين القوميتين الرئيستين.
ومثلما لاقت الفكرة تأسيس الجامعة في تراحب وإسناد فالإقدام على تأليف مجمع لغوي كُردي يعزز من لغة الأكراد ويدفع بها لمسايرة التطور وتكريد المصطلحات العلمية الحديثة التي لم تجد لها مكاناً في هذه اللغة الحية بالإضافة إلى خلق جيل كردي يحسن التخاطب والكتابة بلغة موحدة عامة من الإجراءات الحميدة التي تعزز الوحدة الوطنية وتعمق مبدأ الشراكة الأخوية بين العرب والأكراد في وطنهم العراق. والذي يتطلع إليه الشعب الكُردي أن تنجز ملاكات جامعتهم بأقرب فرصة، وأن تشمل شتى العلوم والفروع العلمية أيضاً وأن تكون بمستوى الجامعات الحديثة وتضم أبناء المنطقة الكُردية دونما تفريق أو محاباة والتأكيد فيها على تراث الكُرد ولغتهم وتاريخهم وأقتصاد منطقتهم.
وإننا في الوقت الذي نؤيد فيه أية خطوة على طريق العمل المثمر الجاد لمصلحة شعبنا ووطننا نرجو مخلصين أن تكون الإجراءات الحكومية الجديدة كلها بمستوى الأحداث ومتطلبات التعمير والإنشاء وتخطي الوعود والمقررات من إطارها الشكلي إلى حيز العمل والتنفيذ لتجاوز آثار الماضي البغيض وفتح صفحة حقيقية للتآلف الوطني والقومي والتسليم بالحقوق القومية لإبناء الشعب الكُردي لتوفر النوايا الحسنة في المجالات الأخرى لبناء نهضة العراق الحديث على أرسخ القواعد والأسس.
إن خطوة تأسيس جامعة جديدة سواء في السليمانية أو إحدى المناطق الكُردية بالإضاف إلى ما تنطوي عليه من معان وأغراض سامية فإنها ستلعب دوراً فعالاً في خلق وتعميق روح التعاون والتآخي وبلورة الإتجاه العلمي الهادف وزيادة المثقفين المسلحين بروح المسؤولية العالية كما إنها ستدعم روح التفاني لشعبنا العراقي الجبار بقوميتيه الرئيستين من أجل أفضل لا مكان للجهل والأمية فيه، وستنطلق أبناء العراق عربا وأكرادا وأقليات أخرى لخدمة الوطن بأسره، وستعمل كذلك على التخفيف من غلواء الإرتجال والإنفعال ذلك لأن الشعب المسلح بالعلم والمعرفة يعرف أين يضع أدامه في مسيرته التقدمية الظافرة وكيف يحقق أهدافه العليا (1))).
كما أود أن أضيف رغم قيام الحكومة بهذا الإنجاز إلا أن العديد من الشخصيات الكوردية البارزة لعبت دوراً مشرفاً في التبرع بالمال من أجل المشاركة في إنشاء هذه الصرح العلمي ولأول مرة في كردستان العراق، وكان على رأسهم المهندس والمقاول الكبير الأستاذ حسيب صالح، وهو من أصدقاء والدي المقربين.
من خلال هذا الموضوع وهذه الحلقة أود أن أشير إلى رسالة الأستاذ شيركو عابد، وما جاء من خلال إحدى أنشطة طلبة جامعة السليمانية خلال مرحلة حرجة جداً من نضال الشعب الكُردي من بدايات عام 1969، حيث قام مجموعة من الشباب من جامعة السليمانية بزيارة سماحة السيد محسن الحكيم وبمؤازرة والدي، وإن موقف هؤلاء الشباب الطلبة للقيام بهذا العمل وفي ظل تلك الظروف المحرجة لا يقل عن موقف أي مناضل في جبهات القتال.. فقد قاموا بخطوة جريئة.. تفاصيلها موجودة خلال هذه الرسالة من الأخ شيركو عابد حينما سألته في إحدى زيارته عن تلك الخطوة فأعطاني التفاصيل كاملاً مع خلال هذه الرسالة التي أنشرها كاملة (والأستاذ شيركو عابد هو من أقرب الأصدقاء لأخي لاوين)، وهذه نص الرسالة:
إلى أختي العزيزة زوزان صالح اليوسفي..
كم أنا فخور بمشاركتي النضال تحت قيادة صالح اليوسفي الخالد في تلك السنوات المليئة بالمحن والمواقف المشرفة.. أذكر دائماً في مقابلاتي الصحفية بمناسبة قيامي بمهمة إيصال رسالة قائد أمتنا الخالد مصطفى البارزاني لسماحة السيد محسن الحكيم، والتي كتبها ملهم الأمة صالح اليوسفي، عند تعبئتي للجماهير الكردية في مدينة السليمانية في شباط 1969 وأنطلقنا مارين بكركوك وبغداد ثم كربلاء، متحدين المخاطر الجمة في الطريق المليئة بالسيطرات العسكرية والأمنية للمشاركة بمواكب الحسين (عليه السلام) وبالملابس الكُردية.. عرفاناً للشعب الكُردي بالمآثرة التي أجتراها سماحة السيد محسن الحكيم بفتوته المشهورة في تحريم الحرب على الشعب الكُردي آنذاك.. مع فائق الإحترام والتقدير..
أخوكم شيركو عابد
وهذا نص مشاركة الأخ شيركو عابد:
أحياء ذكرى تحريم الحرب على الشعب الكُردي..
بينما كانت حرب السلطة البعثية في ذروتها على الشعب الكردي والتي راح ضحيتها عشرات الألوف من الأبرياء قررت السلطة آنذاك إضفاء شرعية دينية لجرائمها في كردستان، فدعت السلطة آنذاك مجموعة من رجال الدين ذوي الضمائر الميتة، إلى مؤتمرعقد في بغداد سمته السلطة (بالمؤتمر الأسلامي) ونتيجة ثلاثة أيام من الأجتماعات والمناقشات أصدر المؤتمر قراراً، برر فيه حرب السلطة على الشعب الكردي معتبراً أياه (جهاداً شرعياً يستحق في سبيلها الشهادة) وأقر المؤتمر بأنه من واجب كل مسلم المشاركة في القتال لتمشيط الشمال (كردستان) من ما سمتهم بالمتمردين وأتخذت السلطة البعثية تلك القرارات ذريعة للأمعان في إشاعة الدمار في ربوع كوردستان، فأشتدت المعارك في كوردستان وتعالت هيجان الضمائر الحية في كوردستان والعراق أجمع.
أمام هذا المشهد، الذي برر فيه مؤتمر سلطة البعث المسمى بالأسلامي في بغداد الحرب على الشعب الكردي وخلال فترة أسبوعين من إعلان قرارات المؤتمر البعثي وفي كانون الثاني/ يناير سنة 1969 أنبرا آية الله العظمى سماحة الإمام السيد محسن الحكيم (قد.س) بفتواه التاريخية المشهورة فحواها (( الذي يقتل في حركات الشمال ليس شهيداً ))، فبهذه الفتوى أسقط سماحة الإمام السيد محسن الحكيم (قد.س) شرعية قرارات مؤتمر سلطة البعث وأعلن تحريم الحرب على الشعب الكردي، متحدياً بذلك السياسات القمعية التي مارسها السلطة آنذاك.
يقول الأخ شيركو عابد: كنت آنذاك كادراً متقدماً في الحركة الكردية وأعمل مدرس معيد في جامعة السليمانية، وتجاوباً مع تلك الماثرة التاريخية التي أجترحها آية الله العظمى سماحة الإمام محسن الحكيم (قد. س) ولتجسيد عرفان الشعب الكردي قمت بتعبئة الجماهير الكردية، السنية المذهب، للمشاركة في أربعينية سيدنا الحسين (عليه السلام) في كربلاء في شباط 1969 .
لقد أصبحت فتوى آية الله العظمى سماحة الإمام السيد محسن الحكيم (قد.س) نموذجاً للحكمة البالغة والحصافة المرهفة وغدت قدوة ومثالاً للدعوة إلى المصالحة بين أبناء الشعب وتوثيق أواصر الإخاء العربي الكردي وأصبحت ركناً أساسياً من الأركان التي قامت عليها مشتركات أبناء الشعب العراقي بكل قومياته وأديانه ومذاهبه، فتجاوباً مع تلك الوقفة التاريخية الشجاعة أنطلقت الجماهير الكوردية، السنية المذهب في موكب خاص في شباط / فبراير 1969 من مدينة السليمانية متحدية الأخطار التي كان من المتوقع مجابهتها أثناء مرورهم بعشرات السيطرات العسكرية والأمنية المنتشرة على طريق السليمانية، كركوك، ومروراً ببغداد وأخيراً كربلاء وذلك ليشارك في مسيرة مواكب أربعينية سيدنا الحسين (ع.س) هناك.
لقد كانت أستجابة الشعب الكردي لفتوى آية الله العظمى سماحة الإمام السيد محسن الحكيم التاريخية بالقيام بالتعبئة للمشاركة في مواكب سيدنا الحسين (ع.س) على مسمع ومرئى السلطة، أثر كبير على الأحداث السياسية في العراق وسير المعارك الطاحنة في كوردستان، الأمر الذي أثار مخاوف سلطة البعث فقررة على أثر ذلك منع قيام مواكب سيدنا الحسين (ع.س) في السنوات التي تلت سنة 1969، وكان ذلك للمرة الأولى في تاريخ العراق تقدم الحكومة العراقية على منع مواكب سيدنا الحسين (ع.س) .
لقد كانت مشاركة موكب الجماهير الكردية، السنية المذهب، في مواكب سيدنا الحسين (ع.س) في كربلاء محطة تاريخية ومحل إعجاب جميع المراجع الدينية حيث كان الكل يعلم بأن مشاركة موكب الشعب الكوردي في موكب أربعينية سيدنا الحسين (ع.س) هو تعبير عن عرفان الشعب الكوردي وتقديره لوقفة آية الله سماحة الإمام السيد محسن الحكيم بتحديه سلطة البعث، فحالما وصلت أخبار مشاركة الموكب الكردي إلى المرجعية زارنا ونحن في مسيرة الموكب كل من الشهيدين السيد مهدي الحكيم والسيد باقر الحكيم، وأثر ذلك تشرفنا بلقاء آية الله العظمى سماحة الإمام السيد محسن الحكيم (قد. س) والعديد من العلماء والشخصيات المرموقة المتواجدين في كربلاء آنذاك.
عند لقاء آية العظمى سماحة الإمام السيد محسن الحكيم (ق.س) بالوفد الكردي سأل رئيس الموكب الكوردي سماحته السؤال التالي: ((مولانا لقد أنقذت آلآلاف من أبناء شعبكم الكوردي بفتواكم التاريخية وهم ينتظرون زيارة سماحتك لكوردستان لترون كم كان وقع فتواكم الصميمة على الأبرياء من الشعب الكوردي))، فكان جواب سماحته: ((ولدي أنا كبير في العمر وقد لا أتحمل السفر ولكن خذ ولديه الأثنين معك ( وبقوله هذا كان سماحته يشير إلى سماحة الشهيدين: السيد مهدي الحكيم وسماحة السيد باقر الحكيم ) وإذا حدث أي شيء لهم فانا موجود هنا.
هكذا خط هذا الإمام القائد الفذ تلك الصفحة الناصعة من تاريخ العراق، حيث يستعد حتى بالقيام بالتضحية بولديه من أجل إيقاف الحرب على رقاب الشعب الكوردي، وأنه لمن الفخر أن يكون الإنسان في موقع في ذلك الوقت مكنه من القيام بتجسيد أستجابة العرفان الكوردية لتلك المأثرة التي أجترحها آية الله العظمى سماحة الإمام السيد محسن الحكيم (قد.س).
أستهل رئيس الموكب الكوردي الخطاب في كربلاء في 1969 ما يلي:
(( إن تبرير رجال الدين المشاركين في المؤتمر الأسلامي الذي عقد في بغداد في شهر الماضي (كانون الثاني / يناير 1969) بإن الحرب على الشعب الكوردي لهو كفر بحق الإسلام وهو نابع من نفس المنطلق الذي برر فيه رجال دين يزيد بن معاوية بإعلان الحرب على سيدنا الحسين (ع.س)، فهم قرروا ذلك لأنهم يعلمون بأن ثورة الشعب الكوردي هي ثورة الحق على الباطل ولذلك هي أمتداد لثورة سيدنا الحسين (ع.س)، ومن هذا منطلق أنبرا آية الله العظمى سماحة الإمام السيد محسن الحكيم بفتواه التاريخية التي حرم فيها الحرب على الشعب الكوردي)).
لقد كان لفتوى سماحة آية الله العظمى سماحة الإمام السيد محسن الحكيم (قد.س) التاريخية التي حرم فيها الحرب على الشعب الكوردي أثر كبير على الأحداث السياسية في العراق وسير المعارك الطاحنة في كوردستان، والتي راح ضحيتها ألآلاف من الذين أزروا فتوى سماحته وخاصة الجنود وضباط الصف من الجيش العراقي أثر عصيانهم أوامر القتال في الجبهات بكردستان، كان نتيجة ذلك إجبار سلطة النظام آنذاك على موافقة أتفاقية السلام في 11 آذار / مارس 1970، فعم السلام في كوردستان والعراق أجمع وأنطلقة المسيرات والمهرجانات للأحتفال بالمناسبة.
يقول الأستاذ شيركو: إنه لمن الفخر أن أكون في موقع في ذلك الوقت مكنني من القيام بتجسيد العرفان الكوردية لتلك المأثرة التي أجترحتها آية الله العظمى سماحة الإمام السيد محسن الحكيم (قد.س)، أن هذا التراث المليء بالتضحيات والمواقف التاريخية المشرفة قد توجها آية الله العظمى سماحة الإمام السيد محسن الحكيم (قد.س)، بفتواه في كانون الثاني / يناير 1969 لتحريم القتال ضد الشعب الكوردي التي أصبحت نموذجاَ فريداً للحكمة البالغة والحصانة المرهفة وغدت قدوة ومثالاً للدعوة إلى المصالحة بين أبناء الشعب وأصبحت ركناً أساسياً من الأركان لتوثيق أواصر الإخاء العربي الكوردي ومشتركات أبناء الشعب العراقي بكل قومياته وأديانه ومذاهبه.
فتثميناً لتلك القيم العليا التي أطلق من أجلها آية الله العظمى سماحة الإمام السيد محسن الحكيم (قد.س) تلك الفتوى التاريخية والذي قدم الآلاف من أبناء الشعب العراقي أرواحهم فداءاً من أجل ترجمتها إلى أرض الواقع لتحريم الأقتتال في كوردستان، فلإجل فتح الآفاق أمام أبناء الشعب العراقي للمضي نحو مستقبل أفضل، يستوجب أحياء ذكرى تلك الأنطلاقة التاريخية وإقرار يوم إطلاق الفتوى يوم مقدس في تحريم القتال على الشعب الكوردي ولإقرار المصالحة الوطنية للشعب العراقي بأجمعه، لإن قدسية هذا اليوم هو ليس بمجرد أستعادة لصفحة ناصعة في التاريخ خطها واحد من الرجال الأفذاء بل أن هذا اليوم يكتسب راهنية مهمة ويحي أسهاماً عظيم الأثر واداة في تدعيم الجهود الرامية لبناء المجتمع الديمقراطي التعددي الفدرالي في العراق الجديد.
 شيركو عابد – أربيل – شباط 2009

 المصادر والهوامش:
(1)زاوية المسمار – العدد 331 – 5 / 8/ 1968
 (2)جامعة السليمانية: جامعة عراقية حكومية تأسست في شهر آب/ أغسطس 1968، تقع قرب مستشفى طوارئ في السليمانية، وقامت الحكومة العراقية بتأسيسها مع مجمع علمي كوردي وقد تبرع العديد من الشخصيات الكُردية بتشيد هذا الصرح الكبير للطلبة الكورد وعلى رأسهم الأستاذ حسيب صالح، وكانت الجامعة تشمل عدة فروع ومجالات علمية وأدبية للطلبة، وخلال ثورة 1974 أنتقلت الجامعة إلى قلعة دزة (شرق مدينة السليماني) بسبب ظروف الحرب، فتعرضت للقصف من قبل الحكومة العراقية وأستشهد وجرح عدد من الطلبة والأساتذة، وبسبب حركتها النضالية ضد الحكومة وقيام الطلبة بالمظاهرات، تم نقل الجامعة إلى مدينة أربيل وذلك في عام 1982، وتم تسميتها بجامعة صلاح الدين، وبعد أنتفاضة 1990 تم أفتتاح الجامعة من جديد


تم عمل هذا الموقع بواسطة