
أعددتُ لنفسي الطريق
وهيّأتُ ذاتي للمضيّ
اليوم فقط
أريدُ ان أكون الفتاة ذات
الواحد والعشرون عاماً
تفقدتُ خزانتي ووجدت
إنني أمتلك قطع كثيرة
من الملابس باللون الأسود
معطف أسود
سُتْرة
فساتين
تَنانِير القصيرة
وتفاجئتُ إنني لم أرتدي اي منهم
أبداً
لدي هوس بجمع القطع السوداء
ودون أن أعلم
كنتُ قد خلعتُ قلبي
ودسسته في الخزانة ليأخذ
اللون ذاته
ونظرت إلى المراة
كم كانت بائسة خصلات شعري
لم تأخذ يوماً هيئة جميلة
وإلى أصابعي التي تشكلت حولها
هالات التعب
إلى ملامحي التي تميل إلى الزوال
يوماً تلو الآخر
سيسألُني أبي كل مرة
مابكِ تنطفئين يا ابنتي
هل تعانين من خطب ما
وهل تتغذين جيداً
فأقول كاذبة دون ان اشعر بالخجلِ
أنا أتناول ثلاث وجبات في اليوم
وفي سري أقول :
أتغذى جيداً يا ابتي
على الخيبات ، والإفراط في التفكير
أرتديتُ وجهي الحقيقي
الوجه الذي كنتُ قد خبئته في الخزانة
أيضاً
كان قد أخذ هيئة والداتي
العينان الواسعتان البراقتان
والشفاه الممتلئة
والخدان الذابلتان
ولم أتفاجئ من ذلك
لإننا نأخذ مع الايام شكل أحبائنا
حزنهم… وغربتهم
وأتيتُ أمارس خدعة الصمود
على ذاتي
فوجدتُ الطباشير التي قمتُ بسرقتها
من معلمي في المدرسة
داخل معطفي
رسمتُ بها على الأرض
جسد كبير جداً
ووجه طفولي كان يشبه وجهي
أنكمش داخلها طيفي
وأخذ يبكي .