آه لو تدري يا أبي كم أنا أتألم
تشتتنا تفرقنا عن بعضنا وإبتعدنا عن ظلالنا
ومضى كل منا في طريق مجهول
فإنتحرت الأماكن كلها
وبقي ذاك الشارع فارغاًً ينتحب الهجران
وأنت ما زلت تنادينا تلقي علينا النصائح لنطلب الغفران
وكم من مرة رفعت رأسك ومزقت الكفن
تحثنا على مواصلة المسيرة تتحدى الزمن
لكننا خذلناك يا أبي
وقتلنا أطفال ذواتنا
نعم خذلك الجميع
ولم يلبوا النداء وكل منهم أصبح عنترة
وها نحن نتخبط بين الكبرياء والهوان
نحاول الخروج دون هوادة
جراحاتنا تبكي والدم يتخثر في أوردتنا
ضاقت مضاجع الروح
ونحن نتشبث بجبال الوهم
نتكأ على عكازات الأمل
سايكس بيكو عادت يا أبي
ولكن بوجه أبشع وصورة مخيفة
والتشتت يأكل فينا ولا ندري بعد مصيرنا
ومدننا تنزف بلا هوادة
ماذا نفعل ونحن نمزق ثوب الرجاء
لم أجد سواك من أشكيه همي وأبوح له
عن قلقي وألمي
لكنك يبدو أنك بعدت عنا كثيراً ولم تسمعنا
فمن ياترى بعد الآن سيأبه فينا ويلبي النداء
والكل يتبارى على العناد واختلط الحابل بالنابل وضاعت القيم ومازلنا نتخبط في الكبرياء